تمت أخيرا المصادقة
نهائيا و بأغلبية ساحقة على دستور تونس الجديد، ليكون بذلك يوم 26 جانفي 2014 يوم
ميلاد دستور يٌعتبر تطورا مهما في
مسار الإنتقال الديمقراطي للبلاد و إعلانا للجمهورية الثانية و تكريسا لمبادئ
الثورة في الحرية و الكرامة و العدالة.
فقد كانت ولادة هذا
الدستور عسيرة، لما شهدته مسيرة صياغته العديد من التقلبات سببها الخلافات بين
مختلف القوى السياسية و الفكرية في البلاد، حول المضامين التي تمّ تنصيصها في
الدستور .
كما جاءت هذه الولادة
متأنية جدّا، تكاد تكون بطيئة، حيث إستغرق المجلس التأسيسي لصياغة هذا الدستور
حوالي عامين و شهرين و ثلاثة أيام.
كما كانت هذه الولادة
مؤلمة، اذ سبقتها اغتيالات لشخصيات سياسية بارزة، إلى جانب الأعمال الإرهابية التي
أدت إلى استشهاد عناصرعديدة من الأمن و الجيش.
ولكنها على الرغم من كل
ذلك فقد كانت ولادة العزّة و الفخر، لأنها أنجبت دستورا، مبعث فخر لكل التونسيين
داخل تونس و خارجها. دستورا ضامنا لإستقلالية القضاء و حرية الإعلام و مؤسسا لحياة
مدنية يكون فيها القانون معيارا و وسيلة للعيش المشترك، بناءا على مبدأ المواطنة و
لاشيء غير المواطنة.
كما تعتبر المصادقة على
هذا الدستور الجديد، دليلا كبيرا و تأكيدا واضحا على ما تمتلكه البلاد التونسية من
رصيد حضاري و أرضية سياسية و إجتماعية تجعلانها ريادية، مقارنة بالعديد من البلدان
العربية الأخرى.
فهل تكون تونس و للمرة
الثانية المنارة التي تنير طريق الشعوب العربية نحو الحرية و الكرامة كما فعلت بعد
إندلاع الشّرارة الأولى لثورة الربيع
العربي منها؟
No comments:
Post a Comment